التصنيف: تقنية

لدى مصابين السكر النوع الأول معاناة أكثر من ناحية تذبذب مستويات السكر بالدم، لذا تخدم أجهزة قياس السكر المستمر أو ما تعرف بال CGM بتوفير معايير قياسية أخرى عن وضع مستويات السكر بشكل أوضح بكثير من التحليل الأحادي البعد والذي يعطي نتيجة لحظية فقط ألا وهو التحليل اليدوي بالدم. صحيح لا زال تحليل الدم اليدوي ضروري لأنه يتفوق على أجهزة قياس السكر المستمر من ناحية الدقة لمستوى السكر في بلازما الدم ولكن الفحص اليدوي لمستوى السكر يعجز عن توفير معلومات عن مدى تذبذب السكر أو مدى بقاء السكر بين ٧٠-١٨٠ ملجم/دل وهو النطاق الموصى به من قبل الجمعية الأمريكية للسكري.

في الصورة السابقة مثال على أن السكر التراكمي ذو ٧% -وهو تحليل لمعدل السكر خلال ٣ أشهر- قد لا يعبر عن انضباط مستويات السكر بالدم بشكل يومي. فمعيار السكر التراكمي مهم ولكنه لا يبث مدى نسبة تواجد مستويات السكر في الدم في المستويات الطبيعية. وحدها أجهزة الCGM تقدم معرفة *% مستوى السكر في النطاق، % فوق النطاق، % تحت النطاق*

إضافة على ذلك، الخدمات المعرفية التي تقدمها أجهزة ال CGMعن المقاييس الإحصائية لمستويات السكر بالدم مهمة والتي تحاكي طريقة التقويم المستمر الذي يحتاج إليه الطالب لكي يحسن من أدائه:

١- الإنحراف المعياري = Standard Deviation

٢- معامل التغير = Coefficient of Variation

٣- المتوسط الحسابي لمستويات السكر بالدم = Average Glucose

Average:-عادة ما ينصح الخبراء (بمتوسط لمستويات السكر 154mg/dl أي ما يعادل نسبة سكر تراكمي 7% وللأطفال 170mg/dl أي ما يعادل 7.5%) الفائدة من معرفةالمتوسط الحسابي لمستويات السكر بالدم هي لمعرفة إذا كان هناك إشارة على أن غالب المستويات تشير إلى ارتفاع أو هبوط في مستويات السكر

Standard deviation:-الانحراف المعياري هو مدى انحراف القراءات عن متوسط معدل السكر بالدم. هذا يعني أن الانحراف المعياري=SD يتأثر كثيراً بمتوسط قراءات السكر. صحيح كلما قل الانحراف المعياري دل على استقرارية السكر، ولكن هذا غير دقيق في حال كان متوسط القراءات مرتفعة قليلاً.

مثلا شخص رقم١: متوسط قراءاته ١٥٠ ملجم/دل والانحراف المعياري عن متوسط مستويات السكر هو ٣٠

مثلا شخص رقم ٢: متوسط قراءاته ١٢٠ ملجم/دل والانحراف المعياري عن متوسط مستويات السكر هو ٤٠. لذلك الانحراف المعياري هو أداة لمعرفة مدى تغير السكر عن نقطة متوسط سكر الدم وليست لتقييم مدى تذبذب مستويات السكر بين مجموعة من الأشخاص لديهم متوسط سكر مختلف عن بعضهما

ومن هنا تكمن أهمية العنصر الإحصائي الثالث Coefficient of variation= معامل التغير لاستخدام معيار وحيد لتقييم مدى تذبذب مستويات السكر بالدم من خلال:

الانحراف المعياري SD

قسمة

المتوسط لمستويات السكر بالدم Average Glucose

ضرب

100 =coefficient of Variation أو معامل التغير

بعد كل هذا كيف أستطيع أن أقيم تحكمي أو تحكم من أتابعه؟

١- أن يكون السكر في الهدف بين ٧٠- ١٨٠ يساوي أو أكثر من ٧٠٪ من الوقت ويتم تقييم ذلك خلال فترة ليست أدنى من ١٠ أيام على الأقل

٢- أن يكون السكر تحت نطاق الهدف ٧٠ ليس أكثر من ٥٪ من الوقت ويتم تقييم ذلك خلال فترة ليست أدنى من ١٠ أيام على الأقل

٣- أن يكون السكر فوق نطاق الهدف ١٨٠ ليس أكثر من ٢٥٪ من الوقت ويتم تقييم ذلك خلال فترة ليست أدنى من ١٠ أيام على الأقل

٤- إذا كان معامل التغير Coefficient of Variation أعلى من ٣٦٪ فهذا يدل على تذبذب مستويات السكر أما إذا كان أقل فيدل على استقرارية السكر

٥- قد تختلف معايير تقييم مستويات السكر التي ذكرتها حسب الحالة الصحية ووجود أمراض مزمنة أخرى أو في حالة الحمل أو الأطفال

٦- تحقيق ٧٠٪ من الوقت بين ٧٠-١٨٠ ليس بالسهل وقد يكون صعب على الشخص تحقيقه بشكل مستمر ولكن يُمكن تحقيقه من خلال التعلم من الأخطاء وتحسين مهارات التحكم بالسكر المرتبطة بضبط جرعات الأنسولين وضبط حساب الكربوهيدرات ومناقشة الطبيب فيما يناسبك من حلول أخرى

٧- لمراجعة ما ذكرت بالتفصيل تفضل بقراءة الورقة العلمية هذه

نظام الدائرة المغلقة هو المصطلح التقني المرادف لمفهوم البنكرياس الصناعي أي جهاز مكون من مضخة إنسولين يعمل بشكل يحاكي البنكرياس السليمة. حيث تقوم الآن الدراسات والتقدم الطبي في علاج السكري النوع الأول بالتركيز على جانب التقنية لأنها الأسرع والأسهل لتحقيق حياة شبه خالية من مهام الاعتناء بالسكر الروتينية..ولكن لا زال الطريق أمام الوصول للبنكرياس الصناعي في منتصفه ولم ينتهي بعد.

في محاضرة من مؤتمر “المستجدات في السكري ٢٠١٩” بمستشفى مدينة الملك فهد الطبية بمدينة الرياض، قدّم الطبيب الرائد بحثيًا وإكلينيكيًا من جامعة مانشستر د/ هود ثابث محاضرة عن أنظمة الدائرة المغلقة.

لخص هنا فكرة نظام الدائرة المغلقة أو البنكرياس الصناعي بأنه يتكون من ٣ أجزاء :

١- مضخة أنسولين

٢- جهاز قياس السكر المستمر

٣- “خوارزمية” والتي تشكل عقل البنكرياس الصناعي والضلع الذي يجعل من دائرة نظام إدارة السكر مغلق، وتعرف رياضيًا وتقنيًا بأنها عبارة عن عمليات حسابية للوصول لحل مشكلة ما (والمشكلتان التي لدينا في السكري إما ارتفاع أو انخفاض في سكر الدم). فالخوارزمية هي التي تقرر بتقليل أو زيادة ضخ الأنسولين من المضخة.

فالمضخات التقليدية لا تحتوى على خوارزمية بتقليل أو زيادة من معدل ضخ الأنسولين. وإنما تعتمد على برمجة المستخدم لها من معدلات ضخ الأنسولين الأساسي “البيزل” ومعاملات الكارب والحساسية لتحديد جرعة الطعام أو الجرعة التصحيحية وهذا ما يجعل “مستقبل مضخات الأنسولين” مجالًا واعدًا ومتناميًا في الابتكار لمصابي السكر النوع الأول

أما من ناحية أقسام نظام الدائرة المغلقة:

١- النظام التشغيلي ٢- نوع الخوارزمية ٣- أحادية أم ثنائية الهرمون

١- النظام التشغيلي نوعان: نظام ضخ تلقائي متكامل ونظام ضخ تلقائي جزئي

٢- أنواع الخوارزميات: وهذا الموضوع تقني بحت ولا يهم ذكره هنا

٣-أنواع الهرمونات: مضخة تعمل بهرمون أحادي فقط وهو الأنسولين أو تعمل بنظام ثنائي الهرمون مكون من أنسولين مع الجلوكاجون أو الأمايلن

بعد كل هذا، إلى أين وصل التقدم التقني في نظام الدائرة المغلقة الذي بحيث يمكن مصاب السكري النوع الأول استخدامه في الوقت الحالي؟

تم تقسيم مراحل تقدم تقنية نظام الدائرة المغلقة إلى خمس مراحل رئيسية. أحد أحدث مضخات الأنسولين المتوفرة تجاريًا في الولايات المتحدة وهي Tandem T:slim X2 Control IQ لا زالت تصنف خوارزميتها في “المرحلة الثالثة” ولا زال الطريق يجري بالدراسات للوصول إلى نظام الدائرة المغلقة التي تعمل بضخ تلقائي متكامل وثنائي الهرمون الأنسولين والجلوكاجون.

تصنف المرحلتين الأولى لأنظمة مضخات الأنسولين بأنها مفتوحة لعدم احتوائها على خوارزمية تدعم عملية تعديل جرعات الأنسولين بشكل تلقائي.

بينما المرحلة الثالثة و الرابعة والخامسة تسمى بأنظمة الدائرة المغلقة. في المرحلة الثالثة يعمل النظام بطريقة ضخ تلقائي جزئي من تعديل لمتسويات الأنسولين الأساسي “البيزل” مع تصحيح السكر بعد ارتفاعه لمستوى محدد يختلف من مضخة لأخرى، وهذا النظام هو ما يصف طريقة عمل المضخات المتوفرة تجاريًا مثل مضختي: تاندم كنترول آي كيو و مدترونك مينيمد ٧٨٠ج

نأتي للمرحلة الرابعة وهي تسمى بنظام ضخ تلقائي متكامل، عن طريق تعديل مستويات الأنسولين الأساسي “البيزل” مع الضخ التلقائي لجرعات الأنسولين للطعام، وبالتالي عند توفر نظام مثل ذلك فسوف يستغني المستخدم عن حساب الكربوهيدرات وتحديد جرعة الطعام المناسبة والتي تشكل مصدر العبء الأكبر وهامش الخطأ الأكبر لدى الكثير من مصابي السكر النوع الأول.

أما المرحلة الخامسة والأخيرة وهي ما تسمى بمرحلة “نظام الضخ التلقائي المتكامل الثنائي الهرمون” وهي نفس طريقة عمل المرحلة الرابعة ولكن بإضافة هرمون آخر مثل الجلوكاجون أو الأمايلن للسيطرة بشكل حقيقي كما تعمل خلايا ألفا وبيتا وجاما في البنكرياس السليمة ..بلغنا الله ذلك اليوم قريبًا وأكرمنا بالحصول على مثل هذه التقنيات المتطورة وأغنانا بصحتنا وعافيتنا أجمعين يارب العالمين.

مقالتين طبية للمزيد من الاطلاع:

نقلًا عن مؤتمر التقنيات المتقدمة لعلاج السكري الذي تم عقده في مدريد لعام ٢٠٢٠ ATTD 2020 تم حصر الطرق التي يحاول العلماء التوصل إليها للوصول إلى العلاج النهائي للسكري النوع الأول.

١- دراسة منع حدوث ردة فعل الجهاز المناعي تجاه خلايا بيتا المفرزة للأنسولين.

٢- دراسة كيفية حفظ خلايا بيتا المفرزة للأنسولين من مهاجمة الجهاز المناعي.

٣- دراسة كيفية تعويض أو تجديد خلايا بيتا المفرزة للأنسولين.

٤- نظام الضخ التلقائي عبر مضخات الأنسولين.

من ناحية أي المجالات أسرع في التقدم، فهو مجال التقنية في السكري وتحديدًا أنظمة الضخ التلقائي عبر مضخات الأنسولين.

من ناحية الطرق الثلاث الأولى فهي لا زالت قيد الدراسات، وكل من يدعي بوجود علاج متوفر حاليًا لمصابي السكر النوع ١ فهو كما قال الرسول”من تطبب ولم يعلم منه طب، فهو ضامن”

الادعاءات اللي تطلع مركز يخليك تستغني عن الانسولين، ومركز يقوي مناعتك وينعش بنكرياسك.

لا تصدقها وضع أملك في العلاجات الأخرى التي تم ذكرها هنا.

أحد الملاحظات التي لاحظت تكرارها بين مستخدمي أقلام الأنسولين هو مواجهة صعوبة في حساب جرعة الأنسولين للوجبات -لمستخدمي نظام حساب الكربوهيدرات- بشكل دقيق في كل مره. تطبيق Diabetes:M يحتوي على حاسبة جرعة الطعام وهي خاصية موازية لما تحتويه مضخات الأنسولين.

أي بمجرد اعداد معامل الكربوهيدرات ومعامل التصحيح وسكر الهدف في التطبيق، سوف يقوم التطبيق بحساب جرعة الطعام عند ادخالك جرامات الكارب وقراءة السكر قبل الوجبة. اسم التطبيق وعلامته: