أحد أكثر أنواع الخوف انتشارًا بين مصابي السكري من النوع الأول والنوع الثاني هو الخوف من انخفاض مستوى السكر. يشكل هذا الانتشار بمعدل من بين كل ٧ أشخاص مصابين بالسكري من الأول أو النوع الثاني هناك شخص واحد يعاني من الخوف من انخفاض السكر.

وهناك أنواع مخاوف أخرى ترتبط بالسكري:

1- الخوف من ارتفاع السكر

2- الخوف من المضاعفات

3- الخوف من الأبر

سأركز هنا في الحديث عن الخوف من انخفاض السكر لأنها تشكل الظاهرة الأكثر شيوعًا مقارنة بالمخاوف الأخرى.

الخوف بطبيعته ردة فعل طبيعية لأي خطر يتعرض له الإنسان، وحينما يكون الخوف في مستوياته الطبيعية فهو مفيد للتكيف مع إدارة السكري لترصد الانخفاضات المحتمل حدوثها، ولكن حينما يرتفع مستوى الخوف بشكل غير منطقي يصبح عائقًا عن أخذ الشخص بالتصرف الصحيح تجاه إدارة السكري وجودة حياته وحياة أحبابه. قد يعاني الشخص من الخوف من انخفاض السكر رغم عدم تعرضه للانخفاض لمدة طويلة ومع وجود تراكمي مرتفع لديه، فهذا النوع من الانخفاض لا يرتبط بما يحدث بمستويات السكر يوميًا للشخص.

من هم الأشخاص المعرضين لمعاناة الخوف من انخفاض السكر؟

1- أي مصاب سكري يستخدم الأنسولين أو حبوب الفموية التي تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس.

2- من لديهم معلومات محدودة عن أسباب حدوث الانخفاض وكيفية تفاديه وعلاجه بأسرع طريقه إن حدث.

3- من مر بتجربة مؤلمة من انخفاض شديد بمستوى السكر أدى إلى غياب الوعي أو التنويم بالمستشفى أو حدث ذلك أثناء النوم، مما أدى إلى خوف مبالغ تجاه أي انخفاض قد يحدث مجددًا بالمستقبل.

4- الأشخاص الذين لديهم شخصية قلقة بشكل عام.

ردة فعل المصاب أو مقدمي الرعاية له – إن كان طفلًا أومراهقًا- تجاه الخوف الغير منطقي لانخفاض السكر يكون عادةً كالتالي:

1- التقليل في جرعات الأنسولين رغم احتياج مصاب السكري لجرعة أعلى من ذلك أو حتى عدم أخذ جرعة الأنسولين إلا بعد الوجبة أو عدم أخذها إطلاقًا في بعض الأحيان.

2- التقليل أو عدم القيام بأي من الأنشطة الحركية (كالرياضة مثلًا) مما يؤثر بذلك على استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم.

كيف أستطيع معرفة إذا كان الخوف غير منطقي تجاه انخفاض السكر؟

1 – أخذ جرعات أنسولين أقل من الاحتياج.

2- تصرفات تجنبيه، مثل تجنب الرياضة أو تجنب الانخراط مع الآخرين في أي مناسبة تحتوي على أنشطة حركية مثل الرقص في الزواجات أو تجنب جلوس الشخص بمفرده باستمرار خوفًا من أي يكون لوحده في حال تعرضه للانخفاض.

3- قبول ارتفاع السكر بشكل مستمر.

4- المبالغة في قياس السكر.

5- عدم تطبيق الخطة العلاجية المتفق عليها مع الطبيب لخفض مستويات السكر للحدود الطبيعية.

كيف يمكن أساعد في حل المشكلة؟

1- التأكيد على نقطة بأن الخوف ردة فعل طبيعية لأي خطر يهدد سلامة الإنسان.

2- الخوف يضر صاحبه حينما يصل لمستويات يمنعه من الأخذ بالتصرف الصحيح.

3- هناك طريقتان للعمل على حل المشكلة من خلال:

a. التركيز على علاج الخوف مع مقدم الرعاية الطبية سواء بنقاش ذلك مع طبيبك أو مثقف السكري أو طلب التحويل إلى أخصائي نفسي

b. تعلم وسائل منع وعلاج الانخفاض بالطرق السليمة من ناحية التقنية “أجهزة متابعة السكر المستمرة” إن توفرت ومن ناحية تغذويًا كذلك

4- إدراك نقطة أن القبول بمستويات سكر مرتفعة لمدة طويلة تشكل مشكلة مستقبلية على سلامة أعضاء الجسد من التأثر بالارتفاعات المستمرة