قرأت مقالة أعجبتني من موقع DiaTribe وأحببت أن أقتبس منها درسًا. هذه المقالة -اضغط هنا- كتبتها امرأة مصابة بالسكري النوع الأول وتستخدم مضخة الحلقة المغلقة Tandem Control-IQ وتروي تجربتها عن الارتفاعات التي كانت تحدث معها تحديدًا بعد الوجبات بالرغم من أنها تستخدم مضخة ذات تقنية متقدمة تساعدها على تصحيح مستويات السكر بالدم. أثناء زيارتها لطبيبها تناقشت مع الطبيب حول نتائج تقرير المضخة والارتفاعات التي تحدث بعد الوجبة،
سألها الطبيب: ” هل تدخلين جرامات الكارب بشكل صحيح في المضخة؟”
فأجابت تلقائيًا: ” نعم ولكن أحيانًا أتوقع جرامات الكارب في الوجبة”
سألها مجددًا الطبيب: ” في أحد الأيام كان منحنى سكرك ممتاز! ٩٠٪ داخل نطاق الهدف مالسبب؟”
فأجابت بعد مهلة من التفكير: ” في هذا اليوم كنت أخذ الجرعة قبل ١٥ دقيقة من الوجبة”
فاعتقدت هي والطبيب بأن سبب الارتفاعات هو تناولها للوجبة مباشرة دون الانتظار لبدء مفعول الأنسولين؛ وانتهى الموعد بأن عليها أن تحاول أن تأخذ الجرعة قبل الطعام بوقتٍ كافٍ.
عادت الامرأة لبيتها وقامت بحساب الكارب وأخذت الجرعة قبل الطعام ب ١٥ دقيقة، ولكنها لاحظت أن مستويات السكر لديها لم تتحسن. قررت أن تشارك تقرير المضخة الذي يحتوي على مستويات السكر لصديقتها الممرضة والمصابة بالسكري النوع الأول. بعد أن رأت صديقتها التقرير سألتها نفس السؤال: ” هل تدخلين جرامات الكارب بشكل صحيح في المضخة؟؟ في يوم السبت أدخلتي ٥٥ جم كارب ومن بعدها ارتفع سكرك إلى ٢٥٠ ملجم/دل، هل تتذكرين ماذا أكلتي؟”
فأجابت: “أكلت كوكيز يحتوي على ٦٨ جم من الكربوهيدرات”
فسألت الممرضة: ” إذًا لماذا أدخلتيها ٥٥ جم من الكربوهيدرات؟”
فلم تكن لديها أي إجابة!
بعد ذلك ذكرت لها صديقتها الممرضة أن أحيانًا في العقل اللاوعي يكون لدى الشخص حد افتراضي معين من جرامات الكارب اعتاد عليها ويعتقد بأنه يجب ألا يتجاوزها وأن أي كمية أعلى من ذلك تجعله يخشى أن يدخلها في المضخة و ذلك يسمى “بالسقف الزجاجي”.
شعرت الامرأة بأن كلام الممرضة ينطبق عليها وتشبعت بالفضول لسؤال اسشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال والطب النفسي الإكلينيكي بجامعة ستانفورد Dr. Korey Hood لكي تتعلم أكثر عن السقف الزجاجي. ذكر لها Dr. Hood بأن قد يقع بعض الأشخاص في هذه المشكلة لسببين:
1- القلق من انخفاض سكر الدم بعد الوجبة
2- الخوف من أخذ جرعة زائدة من الأنسولين عن المعتاد
وبالتالي حينما نخشى الانخفاض نقوم لا وعيًا مننا بتقليل الجرعة للمدى المعتاد عليه، صحيح بأن ذلك سوف يمنع الانخفاض ولكن بالتأكيد سوف يؤدي للارتفاع. لذا الحل الأمثل لتجاوز الانخفاض هو معرفة منعها قبل حدوثها من خلال مراقبة مستويات السكر بعد الوجبة.
المشكلة الأخرى أننا حينما نعتقد بأننا نأخذ جرعة أنسولين أكثر من المعتاد، نظن بأن سيطرتنا على السكري أصبحت أسوآ. الحقيقة هو أن احتياج الجسم للأنسولين يتغير من فترة لأخرى، أخذ أنسولين إضافي لتغطية كمية الكارب الفعلية في الوجبة لا يعني بأننا فشلنا بالسيطرة على مستويات السكر لدينا، كل ما في الأمر بأنا نحتاج الآن المزيد من الأنسولين تبعًا لمعطيات الوجبة الحالية.
ختمت الامرأة بالعبارات التالية والتي أراها تلخص موقفها بعد اكتشاف مشكلة “السقف الزجاجي”:
“تكون التقنية ذات مخرجات جيدة أكثر بقدر ما ندخل فيها من أرقامٍ صحيحة قدر المستطاع”
“بالطبع لن أفرط في تناول الأطعمة الغنية بالكارب، ولكن حينما أختار أن أتناول وجبة غنية بالكارب يجب أن أدخل جرامات الكارب الصحيحة وليس الحد الأعلى للكارب الذي أود دائمًا بأن يكون صحيحًا معي”
” لن أكون صحيحة ١٠٠٪ في حسابي للكارب، ولكن استذكار مقدار الكارب في الوجبات من فترة لأخرى يساعد في تصحيح الأخطاء”
“صراحتي مع نفسي ومع طبيبي ساعدنا في اكتشاف وحل المشكلة؛ وذلك لأن طبيبي لا يوبخني أو يحكم على نتائج سكري وإنما يحاول يساعدني في إدارة سكري أفضل قدر ممكن”
“تحسن نسبة الوقت في الهدف لمستويات السكر لدي بعدما حليت تلك المشكلة”
وأخيرًا أختم لكم، أحياناً قد تكون مشاكلنا مع ارتفاعات وانخفاضات السكر أفكار في عقلنا اللاواعي تمنعنا من التصرف الصحيح. لذلك السيطرة على مستويات السكر معقدة التطبيق بالرغم من أنها قد تكون سهلة التلقين!